كان عندي يقين دائما أن الحب وحده لا يكفي لاستمرار الحياة الهادئة في أي علاقة حب بين اثنين ومازلت أتمسك بيقيني هذا ..فحبك وحده لا يكفيني ..تحاول دائما أن تجعل مني الفتاة التي طالما حلمت بها ولكنك تفشل دائما..تقسو عليا أحيانا وتعود من جديد لتعتذر واقبل اعتذارك بكل حب ملتمسه لك كل أعذارك ..تتهمني أحيانا وتقول عديمة الإحساس مات قلبها مع أول حب لها ..أسمعك وأنا صامته وقلبي يصرخ من الألم من وقع كلامك الجارح عليه ..وتعود مرة أخرى لتعترف انك أخطأت بحقي ..وأسامح واصفح ...ولكن إلى متى...
أصبحت لأدري أن كنت حقا تحبني أم لا.. حتى إحساسي بحبك صار قابل للشك هل هو حب حقيقي أم وهم بنيته بخيالي لأني شعرت في لحظة ما أنك تحبني وانه من المفترض أن أبادلك ذلك الإحساس..وتعود لتأكد لي انك تحبني..لكن حبك وحده لم يكفيني ..لم تعطيني سوى إحساس بالحب ملبد بالألم...نعم الألم لأنك دائما تريدني كما تريد انت لا كما أريد أنا ..تريدني دائما مطابقة تماما للوحة رسمتها لي بخيالك ..فماذا أحببت في بعد ..لا تقول بعد ذلك انك تحبني وتريدني
فمثلما تريدني كما تشاء ..أريدك أنا أيضا فارس أحلامي أريدك من حلمت به وتمنيته ..أريدك من يأسر قلبي وروحي وعقلي ..لكن ماذا أعطيتني لكي أعطيك كل ذلك..لا شيء سوى كلمات سميناها حب
كل منا يريد من يكمله وأصبحت لا تكملني في شيء ..ولا أكملك في شيء ..ربما انجرفت مشاعرنا رغما عنا ..عندما شعرنا بذلك الإحساس الذي لم نعرف له اسم بعد...أنني لست القي باللوم عليك ولكن القيه على نفسي الذي أغمضت عيناها وانجرفت نحوك..لوهم حبك لها ..فلا تقول الآن انك تحبني ..فقد كرهت تلك الكلمة ومللت سماعها..وان كنت حقا تحبني فاعلم أن حبك وحده لم يعد يكفيني.. لم تكن لي الأمن والأمان ..لم تكن لي الحبيب والصديق ..فقد كنت دائما كشهريار تهدد حبي دائما بالموت
فكلما اقتربت منك أجد ما يبعدني عنك ...واكتشف انك لم تفهمني بعد وان حبك من البداية لم يكن حب ..لا ادري ماذا أقول بعد..اعلم انه لا جدوى الآن من كلامي ..فقد انتهى كل شيء ..فأنت دائما تريد كل شيء حولك كما تريد أنت ولا يهم الآخرين ولا أنا
أعدك إني سأتوقف عن الكتابة الآن فقد أطلت عليك وبداخلي الكثير ..ولكن مهما كتبت وقلت فلن استطيع أن اصف لك كم الألم الذي سببه لي حبك.....فهذا خطابي الأخير لك ..وان كانت البداية احبك ..فالنهاية أيضا احبك....ولكن لم اعد أريدك
أغلقت هاتفها وأغلقت معه قلبها على جرحه وحبه وأخذت تلقى بالخطاب في صندوق البريد ..وتلقي معه إحساس غير مؤكد بالحب وصرخات قلب عان من ذلك الإحساس
تلقى خطابها بصدمة كادت أن تجعله يغشى عليه ..لم يكن يتوقع ذلك منها فقد تعود دائما انه مهما فعل ..تعود له مرة أخرى ..ولكن يبدو انه اخطأ هذه المرة ..ففي هذه المرة حاولت أن تثبت له أن الأمور لا تسير دائما كما يريدها هو ..وأنها لها كيانها المستقل وان كانت تسامح وتعفو فكان ذلك باسم شيء ما يدعى الحب ...ولكن أي حب ألان ..فقد هدم بيده كل شيء وجلس يبكى ولأول مرة من اجلها..فكم تسبب في بكاؤها وعذابها فليذق مرارة الألم الآن وحده ..وتطوي هي صفحته من حياتها ..وليبقى هو في عالمه يغيره حسبما يشاء ..أما هي فلن تبقى دائما كما يشاء
رجعت بيتها فوجدت بحديقته زهرة جديدة تتفتح أوراقها للحياة ...ولعلها بشرى من الحياة لها بالأمل..مرت أيام و تليفون المنزل لم يتوقف عن الرنين ..فكلما نظرت إلى شاشة التليفون وجدت رقمه ..فقررت عدم الرد عليه ورفعت سماعة التليفون حتى لا يزعجها رنينه مرة أخرى ولكن ما هي إلا دقائق معدودة وتبدل رنين الهاتف برنين جرس الباب ...فتحت فوجدته أمامها..بعين ملأتها الدموع تطلب منها السماح ..ولأول مرة كانت تلمح بعينه الدموع..كادت تضعف أمامه وتمسح له دموعه وتفتح له ذراعيها ليهدأ بين أحضانها وتربت على ظهره كطفل صغير عاد إلى حضن أمه..ولكنها لن تفعل فطالما فعلت ولكن بلا جدوى ظلت واقفة أمامه صامته ...يتكلم ولا تجيب
وعندما أنهى كلامه قررت أن تغلق الباب بكل هدوء وصمت فقد نفذ صبرها عليه وقد نفذت كل الفرص ..وتعب قلبها و آن الأوان أن يهدأ ويرتاح
لبنى غانــــــــــــم